الأعمال الخطرة لممتهني النقل بين تونس وأوروبا
ينشط عدد كبير من الناقلين الخواص في نقل شتى أنواع البضائع بين تونس وأوروبا، ويعمل معظمهم بشكل غير قانوني معرضين أنفسهم لخطر الإيقاف من قبل الديوانة. وقد نما هذا النشاط المربح بفضل حجم الطلب عليه من طرف آلاف التونسيين والتونسيات، بالرغم مما يشوبه من غياب للضمانات ضد التحيّل والغش.

من بين المحيطين به، جاء البعض لاستلام الطرود والحقائب المرسلة إليهم من أقاربهم في الخارج، في حين جاء آخرون آملين في الحصول على مساحةٍ في عربة الفولكس فاغن كرافتر ذات ارتفاع 2.6 م وطول 7 أمتار من أجل طرودهم حتى ينقلها أيمن إلى النمسا والمجر في الأيام المقبلة. 

أيمن هو واحد من عشرات الناقلين الذين يستخدمون شاحناتهم الخاصة لنقل الطرود بين مختلف البلدان الأوروبية وتونس، منشئين بذلك جسرا عابرا للمتوسط يصل التونسيين والتونسيات المقيمين داخل البلاد بأقاربهم في الخارج. ومن بين حرفائه يوجد الأولياء الذين يرسلون الأطعمة إلى أطفالهم الدارسين في أوروبا، وكذلك الأشخاص الراغبون في اقتناء منتجات إما تكون باهظة الثمن إن وُجدت في تونس أو أنها لا يمكن العثور عليها أصلا. 

يعمل معظم هؤلاء الناقلين بصفة غير قانونية. حيث ينقلون البضائع عبر الحدود لأغراض تجارية بدون أن تكون لهم شركة مسجّلة. مما يعني أنهم يخاطرون في كل رحلة يقومون بها بأن يتم إيقافهم من قبل أعوان الديوانة، ويعني كذلك أن الحرفاء لا ينتفعون بأي ضمان في وصول طرودهم إلى وجهاتها. لكن ذلك لم يكبح النمو الكبير الذي تشهده هذه المهنة منذ السنوات الأخيرة.